تحليلات و ابحاثكتاب الموقع

خاص موقع المراقب .. كتب د . نواف ابراهيم من موسكو | روسيا تقود حربا ضد الفاشية والنازية الجديدة وليس ضد أوكرانيا

الدكتور نواف ابراهيم | مستشار سياسي واعلامي مقيم في موسكو

روسيا تقود حربا ضد الفاشية والنازية الجديدة وليس ضد أوكرانيا

وجهة نظر جيوبوليتيكية مختصرة تعتمد على الإطلاع على التاريخ  ومتابعة الأحداث مع بعض المعلومات وتصفيتها بالغربال الجيوسياسي الدقيق فنتج مايلي :

روسيا أخذت على عاتقها تدمير الفاشية والنازية الجديدة وبالحقيقة مايجري هي حرب على الإيديولوجية الفاشية والنازية إذ أن العالم وصل إلى مرحلة من أخطر ما يكون في تاريخ الحروب  البشرية التي تزيد على أكثر من 14500 حرب راح ضحيتها مايزيد عن  ثلاثة مليار إنسان والحروب العالمية في القرن العشرين لوحدها  أودت بحياة حوالي 100 مليون.

الخطورة تكمن في التطور التكنولوجي والتكتيكي للحروب وأجيالها يعني بالمختصر أي خطأ من أي طرف في الوقت الحالي  سيكون الخطأ الأخير ويذهب بالعالم إلى الجحيم بكل معنى الكلمة، وقد تضطر السماء للنفخ في الصور، ونستغفر الله فيما يقدر وما يشاء ويفعل .

وعليه نحن نتابع منذ عدة سنوات شحن غير طبيعي في محتلف الإتجاهات على المستوى الدولي وزادت الحروب والأزمات بشكل منقطع النظير ومرعب وتغيرت خارطة الأزمات المرسومة بحدود جغرافية ومناطق متعددة في العالم لتنال من مناطق لم تكن موضوعة أبداً في خطط التوازنات الدولية  وهذا أدى بأن لابد من حروب أكثر وفق تقدير بعض الدول ونقصد هنا الولايات المتحدة والغرب للخروج من هذه الأزمات والصراعات .

تحديداً منذ ثمان سنوات بدأت الولايات المتحدة ومعها  الأفعى الرقطاء بريطانيا معقل الفافارية والماسون الجدد بمساندة مجمع الصناعات الحربية في الولايات المتحدة ومعهم الشركات العابرة للقارات وبقيادة مايسمى بالدولة العميقة التي تقف في حالة من التمزق والضياع أمام صعود قوى وأحلاف ترفض الإنصياع لها و تنساق وراء هؤلاء  المخربين  دول أوروبا قاطبة منها برغبته أو طمع بمكسب ومنها مغلوب على أمره كليا ومعهم جميعا كل الدول المكبلة بإتفاقات ومعاهدات وتحالفات لم تجلب لشعوبها إلا الفقر والعوز والدمار والويلات ليبقوا تحت رحمة الأسياد.

من هنا هم  بدأو بإعادة إحياء النازية والفاشية،في دول ومناطق بعينها كي يحتموا خلف ستارها وهم الأبرياء والمدافعين عن الإنسانية التي يعدمونها كل يوم بشكل أفظع من سلفه ، وإذا ما تذكرنا الحرب العالمية الثانية في الفترة الممتدة بين أعوام 1939 إلى 1945 في الحقيقة هذه الدول لم تتحالف مع الجيش الأحمر للقضاء على النازية والفاشية آنذاك رغم أنها سميت بالحلفاء، وهذا مافعلوه في أوكرانيا منذ عدة سنوات وهناك معلومات وتفاصيل عن تركيبة الإدارات والحكم في أوكرانيا تضع العقل بالكف كما يقال ومن ثم يقولون أن  الدولة الفلانية وغيرها يعادون السامية وهم يبيدون الشعوب بهذه النازية والفاشية الجديدة المبطنة أحياناً والظاهرة أحيانا بثوب الليبرالية والرأسمالية .

 السؤال الأهم هنا مع من كانوا يريدون الوقوف بالحقيقة حينذاك ؟

الحقيقة الدامغة التي سوف تتكشف أكثر وأكثر في الوقت القريب  تؤكد تفاصيلها بأنهم كانوا يريدون الوقوف مع هتلر ونسفوا كل ما خطته ورقة تشرشل حينها. هذه هي الدول التي تتشدق بالديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان كيفما يحلوا لها في الوقت والزمان والجغرافيا وتغمض وتبصر وقت ما يكون في خدمة مصالحها أو عكسها ولايهم كم من الدمار والحروب وإراقة الدماء ستحدث.

ما يحدث الآن هو أن روسيا وتحديداً في عهد الرئيس بوتين أرادت أن تصحح التاريخ الذي زوره هؤلاء وعمدوه بالكذب والتضليل والتعمية.

النقطة الحاسمة  الآن هي أن روسيا أخذت على عاتقها وضع الختم الصحيح على أسباب ونتائج الحرب العالمية الثانية وتذهب في خطى دقيقة  في مرحلة تاريخية من أخطر مايكون في ظل الهستيريا والجنون القائم، روسيا أخذت على عاتقها القضاء بشكل نهائي على إيديولوجية النازية والفاشية وأخطر مايمكن أن يحدث الآن هو أن تتوقف هذه العملية لأن عليها يتوقف بالفعل إنهاء الحرب العالمية الثانية بكل مخلفاتها ونتائجها غير العادلة ووضع حد للحرب العالمية الثالثة القائمة وغير المعلنة والتي لم يعترف بها أحد حتى اللحظة وهي التي تعدت حدود الحروب العالمية من حيث القياس الزمني والجيغرافي وحتى الخسائر والدمار والأزمات والإنهيارات والعد لاينتهي، لتخط  بعدها سطور التاريخ الحقيقي وليس المزيف وتقدمه للإنسانية كما هو في الواقع وليس كما تصوره هذه القوى الحاقدة على البشرية والتي تريد بكل أشكال الحروب العسكرية والفضائية والإلكترونية والسبرانية والبيولوجية أن تنقص عدد البشرية إلى أقل من مليار إنسان وهذه خطة حقيقية أبت روسيا أن تشارك فيها وبهذا الإجرام الفظيع بحق البشرية وهذا ما سيكفشه التاريخ في وقت نرجوه قريب .لو لم يكونوا على نية الحرب لما طالبوا بالتوقيع على منع إستخدام السلاح النووي منذ فترة ليس من حبهم بالسلام بل لكن لأن نواياهم ونوويهم لايمكن أن يجاري النوايا والنووي الروسي الذي يحب البشرية ولايريد حرقها كما يريد الطرف الآخر.

بالنهاية من لم يعي أن العالم والمجتمع الدولي لايتشكل فقط من الولايات المتحدة ومن معها من هذه الدول يكون خارج التاريخ والتغطية فهناك الصين والهند والباكستان ودول البريكس وأمريكا اللاتينية وبالعموم آسيا كلها تقريبا ، وإن أردتم أفريقيا بمعظم جوانبها التي بدأت بطرد الغرب الذي نهب ثرواتها لعقود طويلة،وهناك منظمة الأمن والتعاون الجماعي ، وفي منطقة الشرق الأوسط  ظهر محور إشتد عوده بسورية وإيران وقوى المقاومة والذي يمكن أن يكون الظهير الموثوق لأي مواجهة عالمية لكل من يريد للروسي الهلاك وبطبيعة الحال رد الإعتبار التاريخي للمنطقة والحقوق المسلوبة  وحتى تحرير مالا يتوقع تحريره في أي وقت آخر، هكذا بإختصار شديد جداجدا.

 

بالمحصلة هذه الجرأة من قبل روسيا والرئيس بوتين شخصيا في وضع حد لهذه الغطرسة  الظالمة من هذه القوى والتي لم تعد تحتمل كشفت  فصول المسرحية الكبرى للقرن الحادي والعشرين والتي ترسم ويعمل عليها منذ  نهاية الحرب العالمية الثانية والتي لم يتخلص العالم من فضلاتها حتى اللحظة ونقصد هنا الفاشية والنازية الجديدة التي أعادوا تدويرها من جديد كما النفايات وإشتغلوا عليها لتكون الستار الواقي لهم.

هذه الجرأة الروسية غير المتوقعة من أي طرف كشفت وهن هذه القوى التي بحقيقة الأمر لا يجب بأي قدر كان أن يستهان بإمكاناتها وبمكرها وخبثها في طرائق إنقاذ نفسها،والتي بدأت تتنصل كالعادة من وعودها الكاذبة لأوكرانيا وتتحجج بأن أوكرانيا ليست عضوا في حلف الناتو  ولاتنطبق عليها أي من المواثيق التي تضع دول الحلف أمام مسؤولية الدفاع عن أوكرانيا وبايدين قال لانريد الإشتباك العسكري مع روسيا لأنه سيكون حرب عالمية و ثالثة وتبعه شركائه الأوربيون بالنفخ في بوق العظمة الذي لا يخدم إلا بتصديع الرأس من علوه دون نتيجة، وتبينت مواقف الدول الأخرى خاصة تركيا وإسرائيل وأنهما بكل تفاصيل هذه  المعمعة ضد الروسي الذي لم يتعامل معهم إلا بكل ندية وتقدير لمصالحهم رغم كل العبث الذي مارسوه ضد المصالح الروسية وحلفاء روسيا وحتى اللحظة .

العالم ليس على مفترق طرق بل أمام خيار  واحد فقط هو الجلوس على الطاولة مع الروسي ومن معه من حلفاء ودول ضاقت ذرعاً بهذا السجن الكوني الذي إغتصب حقوق الدول والبشرية للعيش بسلام ، وأن يتفقوا على أن يتشكل نظام عالمي جديد يخدم مصالح البشرية جمعاء وليس الدول، نعم قد يكون هذا الكلان إنشائي في مظهر وتطبيقه خيال، كون الجو العام هكذا يرسم لنا الصورة ، لكن ما دام نحن بشر وخصنا المولى عز وجل بالعقل لماذا نتبع كما يفعل الأمريكي قاعدة أنه”عندما توجد القوة لاداعي للعقل” وهاهي نتائجها الكارثية، وبنفس الوقت الوضع والحال الذي تمر به البشرية أبعد وأخطر من ذلك بكثير يصعب على المرء العادي وحتى المطلع أن يتكهن بماهية وإمكانية إنقاذ البشرية من الكارثة وكيف…. وبإختصار بالغ الدقة الرئيس بوتين إختصر المشهد وماقد يليه بجملة : “إن كنتم ستتدخلون سترون مواجهة لم ترونها في تاريخكم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى