مقالات مختارة

كتب مبارك بيضون | ارباك العدو يعيد حسابات الادارة الاميركية في المنطقة ويعرقل المبادرة الفرنسية

مبارك بيضون | رئيس تحرير مركز بيروت للأخبار

لم يزل الملف الرئاسي يراوح مكانه، بين انقسامات داخلية أجلت الإستحقاق الى غير موعد، وتجاذبات في الإقليم أبطلت مفاعيل أي تفاهمات داخلية على اسم الرئيس وبرنامجه الإنتخابي، وقطعت الطريق على حلحلة الملفات المستعصية لحكومة باتت شبه عاجزة في ظل الفراغ المستفحل في المؤسسات الأمنية والنقدية بالتوازي مع ازمة اقتصادية تكبر ككرة ثلج قد تطيح ما بقي من هيكل دولة.

مصدرٌ سياسي متابع أكد أن “اللاعبينَ الاساسيينَ اليوم باتوا مقتنعين بما فيهم الثنائي الشيعي والقوى الأخرى مع التيار الوطني الحر الى نتيجةٍ مفادها أنه لا يمكن الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية من دون الوزير السابق سليمان فرنجية، وكل ما يتم العمل عليه هو من أجل انتخابه”

وأضاف المصدر أن “السعودية أرسلت رسائل واضحة بأنه ليس لديها مشكلة في انتخاب فرنجية فيما لو تأمن الإجماع حوله ، والإجماع المتوافر حتى اللحظة هي الكتلة النيابية الصلبة التي يمتلكها الثنائي الشيعي وبعض الأفرقاء المقربين منه ، اضافة الى التيار الوطني الحر في حال لو أخذ ما يلزم من اتفاقيات حول بعض الطروحات التي طرحها في الورقة التي ارسلها ل حزب الله والتي هي قيد الدرس، حول موضوع اللامركزية موسّعة، و صندوق ائتماني يدفع ثمنه سلفاً أيضاً عبر إقراره بقانون، وبرنامج بناء الدولة ،وعليه سوف يذهب في حال لو حصل على ما يريد الى انتخاب سليمان فرنجية خاصة أن هناك وعودًا بأنه سيكون هو الرئيس بعد انتهاء ولاية سليمان فرنجية أي بعد السنوات الست القادمة “.

ويشير المصدر إلى أن “السعودية صارت مقتنعة بأن الطرف الآخر وخاصة المتمثل بالتمثيل السني ضعيفٌ و متشرذمٌ ومتفرقٌ ولا يعول عليه بالاتيان برئيس للجمهورية، لكنه قد يعول عليه بمعارضةٍ خارجَ نطاق الائتلاف الذي سوف يحصل فيما لو تمت التسوية على اسم سليمان فرنجية” .
ويتابع المصدر أن ” الوزير السابق وليد جنبلاط قد أشار الى أنه لا يعارض اسم سليمان فرنجية و علاقة التفاهم مع الرئيس نبيه بري ولا يمكن لوليد جنبلاط أن يخرج عن اي توجه لانتخاب رئيس للجمهورية دون أن يرضي الرئيس بري كون أن هذا الحلف هو حلف أساسيٌ ولن يتزعزع أبداً، وقد عبر عنه وليد جنبلاط عدة مرات وذلك في العديد من الجلسات العامة والمغلقة .
ويلفت المصدر الى أن “هناك عواملٌ متعددة تصبُ لمصلحة انتخاب سليمان فرنجية ،اضافة الى المعطيات الخارجية التي تتجه نحو هذا الاتجاه نتيجة ما يجري في المنطقة من تقارب إيراني- سعودي وهذا عامل إضافيٌ لتسهيل تلك التسوية ، عدا ذلك لن يكون هناك رئيس للجمهورية وسيدخل لبنان مرحلة الفوضى التي تسعى إليها الإدارة الامريكية كما تسعى جاهدة لإفشال كل التسويات بما فيها المبادرة الفرنسية لإعادة التموضع التي تعمل عليها من خلال تواجدها في سوريا ،

وتشير بعض المعلومات إلى أن فوضى وحرب ما قد تنشب في شمال سوريا وكل ذلك وكالعادة إرضاء للكيان الاسرائيلي الذي يعيش حالة من الارباك والتخبط في الميدان الداخلي لها .

و وسطَ ازدياد المؤشرات السلبية حيال الغموض الذي يكتنف مهمّة الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان ايف لودريان، بدا لافتاً الصمت المطبق الذي تلزمه الدوائر الديبلوماسية الفرنسية حيال كل ما أثير ويُثار في لبنان عقب توزيع رسائل لودريان على النواب، في وقت عكس الانقسام النيابي الواسع حيال الاستجابة من عدمها للإجابة على هذه الرسائل العمق المقلق لواقع التجاذبات الحادة حول الازمة الرئاسية وكل ما يتصل بتداعياتها على المستوى الداخلي.

وبذلك، لم يعد خافياً أنّ الرهانات المعقودة على إمكان تحقيق لودريان في زيارته الثالثة المفترضة لبيروت باتت في أدنى مستوياتها ولا شيء يدعو إلى تبديد التوقّعات القاتمة في هذا السياق حتّى في ظل ما تردَّد من كلام على امكان مواكبة موفدين من دول المجموعة الخماسية لمهمة لودريان والكلام عن زيارة موفد قطري لبيروت، إذ إنّ المعطيات المتصلة بمجمل مواقف الخارج المعني بالأزمة اللبنانية لا تشجّع أبداً على توقع تبدلات جوهرية إيجابية في المناخات المحيطة بالأزمة. يُضاف إلى ذلك أنّ الأيام المقبلة ستشهد ترقّباً حذراً للغاية لنتائج المساعي المحمومة التي يتولّاها الوفد اللبناني الى نيويورك برئاسة وزير الخارجية عبدالله بو حبيب في محاولات تبدو صعبة جدّاً لتعديل بعض المضامين الأساسية في قرار التمديد لـ”اليونيفيل” في جنوب لبنان، لجهة تمسّك القرار المرتقب باستقلالية حركة “اليونيفيل” عن الجيش، الأمر الذي يرفضه لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى